الحركة الإسلامية وإحتكار العمل السياسي
المتابع للشأن السياسي منذ إنقلاب الانقاذ وإقتصاب السلطة السياسية بالقوة من قبل الحركة الإسلامية السودانية (بغض النظر عن تنظيماتها ومسمياتها) لابد ان يكون مصاب بالدهشة من سلوكيات هذه الجماعة وتقلاباتها وفقدانها بوصلة لتحديد الاتجاه الصحيح .... طيلة هذه الفترة فقدت الحركة الإسلامية الحاكمة التفكير الاستراتيجي للتعامل مع قضايا البلاد وتعقدات الواقع السوداني ... لتحقيق التنمية والرفاهية لهذا الشعب الصابر ..... وصلت الحركة الاسلامية للسلطة عبر إنقلاب عسكري مارست فيه كل فنون الكذب والتضليل وهما صفتان لا يمكن ان يتصف بهم أي مؤمن ...... وإستباحت دماء الناس دون حق وأرتكبت الكبائر .... فقتلت النفس التي حرم الله قتلتها ....... كل ذلك حدث بتأيد كامل من كل منسوبي الحركة الإسلامية .... ودعم فتوي من علمائها ... تطويعاً للنصوص دون خوفاً من الله ولا واعزاً من ضمير .... عملت الحركة الإسلامية من أجل التمكين وتوطيد مشروعها الحضاري والذي لا يمثل أكثر من شعارات لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تمثل دافع لتنمية البلاد وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ..... الشعارات مهما ما كانت قدسيتها لا تمثل أرضية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ...
ارتبط العنف بالعمل السياسي لدى الحركة الاسلامية وهي أول تنظيم استخدم العنف في الصراع الفكري والثقافي وكان ذلك في ستينيات القرن الماضي بجامعة الخرطوم ولازم العنف وإقصاء الاخر والترهيب كل النشاط السياسي للحركة الاسلامية وهذا أمر غير مثير للدهشة ..... المثير للدهشة ان تستخدم كتائب الحركة الاسلامية لقمع المظاهرات ويعلن عن ذلك رسميا .... طيلة الفترة السابقة يعلم الجميع مشاركة كتائب الحركة الاسلامية المسلحة في حسم النشاط السياسي ولكن ان يعلن عن ذلك رسميا كما حدث في احداث نيالا ماخراً ظاهرة جديرة بالاهتمام ...... هل تعمل الحركة الاسلامية على تحطيم هذا البلد ولمصلحة من ؟ ان السياسات الخرقاء وضيق. الأفق السياسي آدت إلى تقسيم البلاد عبر الشراكة الإستراتيجة والمشبوه بين الحركة الإسلامية والحركة الشعبية لتحرير السودان ..... وكنا نظن إن ذلك عبرة لمن يعتبر ... للمحافظة على وحدة البلاد وإستقرارها ..... من لطف الله بأهل السودان ان المعارضة الرئيسية (أمة وإتحادي وشيوعي) لا تعول على العنفوالكتائب المسلحة ...... بغض النظر في اسباب ذلك سواء لضعفها أو تفكيرها الاستراتيجي غير مهم ؟ حتى متى سيكون ذلك هو الحال مع استخدام الحركة الاسلامية لكتائبتها لحسم الصراع السياسي ..... ان استخدام الكتائب المسلحة في العمل السياسي اليومي يمثل كارثة بكل المقايس ولا يحقق استقرار في البلاد ... والتاريخ يشهد على كثيراً من الأمثلة .... لبنان والصومال وكثير من الدول الإفريقية...... لم يكفي هذا الحاكم الإسلامي ما تحت إمرته من قوات شرطة وجيش وأمن الرسمي والشعبي منه ..... حتى ولجاء إستخدام كتائب مسلحة لحسم صراع سياسي وفرض مواقفه.
إن ما تقوم به الحكومة يتعدى مرحلة الخلاف السياسي والمعارضة لتوجهات سياسية .... أن أسلوب استخدام الكتائب عمل خطر يهد كيان وبقاء هذا البلد وإستقراره وعلى العقلاء في الحركة الإسلامية (إن كان هناك عقلاء) العمل على ايقافه وهم المسؤلون عن ذلك .... لا يمكن ان يرتبط الإسلام بقتل العباد وتخريب البلاد ونشر الفساد وعدم الاستقرار......... أليس هناك عقلاء وسط الحركة الاسلامية يخاف الله في هذا البلد ويعلم أخوانه بأنه يرى سخر يتحرك ويهديهم إلى الصواب .... إتقوا الله فينا وفي هذا البلد
ولنرفض جميعاً وبكل وسائل التعبير. واحتجاج السلمية الزج بالكتائب الحزبية في حسم الصراع السياسي ...... لا بد ان نرى الشجر الذي يتحرك ...... إن ممارسات الحاكم الإسلامي الحالي تهدد كيان هذا البلد مما يجعل كل الملفات الاخرى من فساد وديمقراطية وحريات والتداول السلمي للسلطة والعدالة الاجتماعية أقل أهمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق