الأحد، 1 يناير 2012

تقنيات الإتصال والمعلومات والتنمية الإقتصادية والإجتماعية

تمثل تقنيات الإتصال والمعلومات عنصراً أساسياً فى تسريع وتيرة التنمية الإقتصادية والإجتماعية فى كل المجتمات، وتعتبر من البنيات الأساسية. ويهدف تصميم نظم الإتصالات والمعلومات الإلكترونية الى توصيل الخدمات إلى أكبر قطاع ممكن من المجتمع فى المدن والأرياف وبأقل تكلفة ممكنة. ويتحقق ذلك باستخدام أساليب تمكن من مشاركة المستخدميين فى العناصر المختلفة لهذه النظم حتى يحسن أستخدامها والإستفادة منها إلى أقصى حد ممكن بالإضافة الى عدم إحتكار تقديم الخدمات لجهات معينة. تمثل التقنيات الحديثة وعدم إحتكار تقديم الخدمات العناصر الأساسية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لنظم الإتصال والمعلومات فى عصرنا الحالى، وذلك لتمكينها من المساهمة الفعالة فى تحقيق التنمية.

تتطورت تقنيات الإتصال والمعلومات عبر التاريخ من أساليب بدائية مثل أستخدام الطبول والدخان الى الأساليب الإلكترونية الرقمية الحديثة فى العصر الحالى. أن التطور الذى حدث منذ منتصف القرن الماضى أدى الى تقليل تكلفة أستخدام هذه التقنيات ألى حد سمح بتوفيرها للجميع وباسعار مقبولة. تتوفرت كثير من التقنيات الحديثة مثل التقنيات الرادوية وتقنيات الكوابل الضوئية التى تمتاز بالكفاءة العالية والتكلفة المنخفضة، وأصبحت كثير من هذه التقنيات فى متناول يد الدول النامية، حيث تم إستخدامها بكثافة لتطوير نظم الإتصال والمعلومات فى كثر من هذه الدول وخاصة فى أمريكا الجنوبية وأسيا ,اخيراً الدول الإفريقية.

رغم المجهود الكبير الذى قامت به الشركة السودانية للأتصالات لتطوير خدمات الإتصالات والمعلومات بالبلاد، فمازال هذا القطاع متخلفا ولايقوم بالدور المناط به فى تحقيق التنمية الإجتماعية والإقتصادية بالبلاد. ومقارنة بالدول الإفريقية، والتى تعتبر أكثر دول العالم تخلفا فى مجال الآتصالات والمعلومات، نجد ان مستوى الخدمات فى السودان متواضعا، فمثلا يوجد بالسودان 2.7 خط هاتف لكل 100 الف مواطن مقارنة مع حوالى 12 خط هاتف فى كل مصر وتونس وحوالى عشرة خطوط فى جنوب أفريقيا. ويعذى اسباب تخلف قطاع الاتصالات والمعلومات بالسودان الى التقنيات المستخدمة وخاصة فى شبكات الوصول (ربط المستخدم بشبكات التبديل والتوجيه)، حيث يعتمد هذا القطاع من الشبكة بصورة رئيسة على النتقنيات النحاسية، التى لاتساعد على تفليل تكلفة الخدمة وتحسيين مستواها. بالإضافة إلى مساحة البلاد الكبيرة التى لا يمكن ان تقدم شركة واحدة للخدمة لكل أرجاء البلاد بفعالية ومستوى متقدم,

أن نجاح إى خطة للتنمية الإقتصادية والإجتماعية بالبلاد يعتمد بدرجة كبيرة على تحديث وتطوير قطاع الإتصالات والمعلومات وذلك باستخدام تقنبات حديثة تساهم فى تقليل التكلفة وتوفير الخدمات لكل قطاعات المجتمع. ولتحقيق ذلك لابد من المنافسة وتقديم الخدمات بواسطة شركات غير حكومية متعددة. فمن الضرورى الأستفادة من التقنيات الحديثة فى التوصيل والتوجيه والتبديل والربط على كافة مستويات الشبكة، ولابد من توفير الاجهزة الطرفية مثل الحواسيب للمستخدمين بأسعار رخيصة، وتوصيل الخدمات للمناطق النائية التى لاتمثل مناطق ربح تجارى. كل هذه العتاصر مجتمعة لابد من الإهتمام بها لتفعيل قطاع الالأتصال وتحويله من خدمات كمالية، الى عنصر أساسى وفعال فى تحقيق التنمية والتطور، الذى لا يمكن أن يتحقق دون أساليب إتصال فعالة، هناك علاقة جدلية بين التطور الإجتماعى وتطور وسائط الإتصال يتأثر كل منهما بالأخر سلباً وإيجاباً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق