الأربعاء، 4 يناير 2012

العنف الطلابي

- إن التعليم و التدريب يعدَّان من الأنشطة الاجتماعية الرئيسية التي تساهم في تكوين الإنسان وإعداده للعمل، مما ينعكس على تطور المجتمعات ورفاهيتها.
- الجامعة مؤسسة أكاديمية تاريخها يمتدلأكثر من ملايين سنةٍ مما جعل له جذوراً عميقة، وتقاليد راسخة وصارمةً
- كلمة "أكاديمية " مستمدة من اسم من حديقة عامة في أثينا كان يملكها البطل اليوناني، Academus؛ الذي أعطى هذه الحديقة لأفلاطون قبل عدة سنوات من قبل ميلاد المسيح. حيث أقام فيها أفلاطون مسرحا للموجهين والطلاب لتبادل الأفكار وتطويرها، واقتراح فلسفات الحياة.
- من حينها حتى اليوم تعرف "الأكاديمية" بالمؤسسة التعليمية التي تعزز النمو الفكري.
- مهدت أكاديمية أفلاطون إلى "الجامعة" في عصرنا الحالي، والتى تمثل منتدى للبحث عن الحقيقة، وإنتاج المعرفة ، والقيام بالتواصل من أجلالتعلم
- الأكاديمية لها طابع خاص نابع من أصولها وهو: المسؤولية المدنية لإجراء الحوارات المعنية بنزاع الأفكار وإختلافها. بإسلوب سلمي مستنداً على مبدأ حرية الفكر والتعبير، وحرية التعلم ، الاستفسار، والتحدي.
- إن إنتاج وإصدار المعرفة الجديدة لا يمكن أن يمضي قدماً دون هذه الحرية. وهذا ما يعطي الجامعة طابعها الخاص والمتفرد.
- الاختلاف في الأفكار ووجهات النظر من سمات الجامعة ويساهم في تطوير مقدرات الطلاب و تكوينهم النفسي والذهني وإعدادهم لتحمل مسؤلياتهم المستقبلية .... ويتطلب ذلك حرية الفكر والتعبير والتعلم والاستفسار في بيئة تفاعلية ، بعيدة عن العنف وإقصاء كالأخر تحت إشراف الأساتذة (الموجهين) ...... ويتطلب ذلك إستقلال الجامعة فكرياً وسياساً ومالياً وإدارياً


مسببات العنف الطلابي:
- تتدخل تنظيمات سياسية خارجية (حكومة أو معارضة) في شؤون الجامعة ومحاولة توجيه الطلاب لتحقيق اهداف خاصة بها ونقل صراعاتها إلى الحرم الجامعي، وتشجيع الطلاب على استخدام العنف في نشاطهم السياسي، مستفيدة من مناخ الحرية بالجامعة، كل ذلك يطعن في استقلال الجامعة؛ ويقعدها من القيام بمهمتها الاساسية ويدخل الطلاب في صراع مباشر مع بعضهم في محاولة إقصاء كل مجموعة للأخرى ليس بعمل العقل والمنطق بل باستخدام القوة والعنف، ويصبح الصراع صراع على مكاسب سياسية بعيدة عن صراع أفكار ولا يتبع التقاليد الأكاديمية المعروفة .... العمل السياسي مهم لتكوين شخصية الطالب لكن يجب ان يمارس داخل الجامعة دون تتدخل من التنظيمات السياسية خارج الجامعة والسلطة الحاكمة وان يمارس بأجندة الطلاب وليس بأجندة التنظيمات السياسية في خارج الجامعة .....

- ضعف النشاط اللاصفي بالجامعة (ثقافي-رياضي- خدمة مجتمع- الخ) لعدم توفر البنية التحتية لمثل هذا النشاط من ملاعب ومسارح وأدوات موسيقية وموجهيين وغيره .... فمثال في جامعة الخرطوم هناك ملعبين لكرة القدم وملعبين لكرة السلة وحوض سباحة واحد متاحة حوالي ٣٠ آلف طالب ... وأكثر هذه الملاعب تحتاج الى كثير من الصيانة وإعادة التأهيل ولا يوجد مسرح بمواصفات مقبولة ويضاف إلا ذلك قلة عدد الموجهين في المجالات الثقافية والرياضية ..... في كل جامعات العالم مثل هذه البنيات التحتية متاحة مواصفات عالمية وقد تكون أحسن الملاعب والمسارح بالمدينة........ ولا أظن ان الجامعة تملك الموارد الضرورية لإنشاء مثل هذه البنيات .....

- ضعف تواصل الأساتذة مع الطلاب وانسداد قنوات الحوار بين الأساتذة والإدارة من جهة والطلاب من جهة أخرى .... وقد يعود ذلك للزيادة الكبيرة في عدد الطلاب دون زيادة مقابلة لها في عدد الأساتذة.... وعدم توفر الوقت الكافي للأساتذة لذلك الحوار لانشغالهم في توفير مطلوبات الحياة في حدها الأدنى .... ان مرتب الاستاذ من الضعف مما يجعله ان يقوم بمهامه في حد قد يكون من الأدنى .... ويقتصر على المحاضرات .... وحتى المحاضرات قد لا تنفذ بصورة مرضية ...... ان عدم إعطاء الأستاذ جل وقته للأنشطة الصفية ولا صفية بالجامعة ..... يهزم بالكامل دور الجامعة التي يجب ان تكون كل أنشطة الطلاب فيها تحت إشراف وتوجيه الأساتذة.... فمن الضروري مراجعة الوضع الوظيفي للأساتذة من أجل استقرار الجامعة وإبعاب شبح العنف في إدارة الصراع والاختلاف بين الطلاب

- الاسلوب المتبع حاليا في تكوين (إنتخاب) اتحاد الطلاب .... الجامعة مجتمع صغير community وليس مجتمع كبير society ....... مثل النادي أو الحي فمن الضروري مشاركة الجميع في إدارة شؤونه....نظام انتخاب اتحاد الطلاب المعمول به حاليا استقصائي ويسمح بمجموعة واحدة بإدارة شؤون الطلاب بالجامعة .... مما يولد مناخاً ملائما للعنف .... من الضروري مراجعة اسلوب الانتخاب الحالي للسماح لجميع الطلاب بالمشاركة في إدارة شؤونهم

- محاولة النيل من إستقلال الجامعة وإخضاعها لتحكم السلطة الحاكمة بوسائل مختلفة منها العنف .... قد يكون مهدداً لإستقرار الجامعة مساعداً في توفير بيئة تؤدي للعنف كردة فعل من الطلاب .... مواجهة بين الطلاب والسلطة الحاكمة وهناك أدلة كثيرة عل ذلك مثل ما حدث عام ١٩٦٣ عندما ضمت الجامعة لوزارة التربية والتعليم وغيره من الأمثلة

- ضعف الإرشاد والنصح المقدم للطلاب حيث تفتقد الجامعة متمثلة في عمادة الطلاب للمرشدين المؤهليين أكاديماً والذين لديهم خبرة في مثل هذا المجال .... للمرشدين دور محوري في توجيه الطلاب وتعليمهم إدارة الخلاف بينهم بمنهج سلمي وباستخدام العقل والمنطق ... قبول الهزيمة بروح سمحة وعدم إقصاء الأخر لي أي سبب من الأسباب ..... وتطوير مقدرة الطالب (افراد وتنظيمات) على قبول الراى الآخر مهما كانت بعيداً مما يراه صحيحاً .....
د
ش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق