مقدمة يعاني السودان منذ عقود من تحديات متراكمة في قطاع الطاقة، تشمل ضعف الإنتاج، وسوء التوزيع، وغياب الاستثمارات الكافية، مما أدى إلى انخفاض معدلات الحصول على الكهرباء وارتفاع الاعتماد على مصادر تقليدية وغير مستدامة [1][2].
تطور قطاع الطاقة في السودان منذ الاستقلال منذ استقلال السودان عام 1956، تم تنفيذ بعض المشروعات الكبرى مثل خزان الروصيرص وخزان سنار لتوليد الطاقة الكهرومائية، وشهدت فترات متقطعة من التوسع في البنية التحتية. إلا أن غياب التخطيط الاستراتيجي، والاعتماد على المانحين، وضعف الصيانة، حال دون تحقيق نمو متوازن ومستدام في هذا القطاع. كما ساهمت الاضطرابات السياسية والصراعات في تقويض فرص التطوير الحقيقي [3].
الوضع الراهن لقطاع الطاقة تعتمد منظومة الطاقة في السودان بشكل رئيسي على ثلاثة مصادر: الطاقة الكهرومائية، والحرارية (الوقود الأحفوري)، والطاقة الحيوية (الحطب والفحم النباتي). وتمثل الطاقة الكهرومائية حوالي 40% من الإنتاج، بينما تغطي المحطات الحرارية النسبة المتبقية. وتعاني المنظومة من تهالك البنية التحتية، وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، وضعف الربط القومي بين المناطق [4].
تأثير حرب أبريل 2023 على قطاع الطاقة أدت الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 إلى دمار واسع في البنية التحتية، بما في ذلك منشآت الكهرباء وشبكات التوزيع، خاصة في العاصمة الخرطوم ومناطق النزاع. وتسببت في توقف محطات التوليد عن العمل، وصعوبة صيانة الأعطال، وخروج الكوادر الفنية من الخدمة، وانقطاع الإمداد بالوقود. كما أدى النزوح الجماعي إلى مناطق أقل تجهيزاً إلى زيادة الضغط على الشبكات الضعيفة أصلاً [5].
إحصائيات الطاقة في السودان مقارنة بالدول المجاورة وفقاً لتقارير البنك الدولي والوكالة الدولية للطاقة، يُنتج السودان ما يقارب 3,000 ميغاواط من الكهرباء، منها 1,200 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية. يقدر معدل استهلاك الفرد السنوي من الكهرباء بحوالي 100 كيلوواط/ساعة فقط، مقارنة بـ 450 كيلوواط/ساعة في مصر، و900 كيلوواط/ساعة في السعودية. كما أن حوالي 55% فقط من السكان تصلهم الكهرباء، تنخفض النسبة إلى أقل من 20% في المناطق الريفية [1][2][4].
مصادر الطاقة الرئيسية في السودان
الطاقة الكهرومائية: الخزانات الرئيسية مثل الروصيرص ومروي.
الطاقة الحرارية: تعتمد على الوقود المستورد والمشتقات البترولية.
الطاقة الحيوية: لا تزال تُستخدم من قبل أكثر من 60% من السكان، وتشمل الحطب والفحم النباتي، خاصة في المناطق الريفية [3][4].
الطاقة الشمسية وطاقة الرياح: لم يتم استغلالها إلا بنطاق محدود.
الطاقة الشمسية كخيار استراتيجي يمتلك السودان واحدة من أعلى معدلات الإشعاع الشمسي في العالم، بمتوسط 6.5 كيلوواط/متر مربع يوميًا، مما يجعله مؤهلاً للاستثمار في الطاقة الشمسية على نطاق واسع. ويمكن لهذه الطاقة أن تسد الفجوة في الإمداد، خاصة في المناطق النائية، وتوفر مصدرًا نظيفًا ومستدامًا للطاقة، وتقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد [6].
التحديات والفرص تتمثل التحديات في ضعف التمويل، وغياب السياسات الحكومية الواضحة، والافتقار إلى البنية التحتية والتقنية. أما الفرص فتشمل وجود سوق كبيرة للطاقة، وطلب متزايد، وإمكانية الشراكة مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية لتوفير تمويل ودعم تقني [2][5].
الخلاصة يُعد التحول إلى الطاقة الشمسية خيارًا حتميًا لمعالجة أزمات الطاقة في السودان وتحقيق أمن الطاقة. ويتطلب ذلك تبني استراتيجيات وطنية واضحة، وتوفير الحوافز للاستثمار في هذا القطاع الحيوي [6].
المراجع
[1] البنك الدولي. "الطاقة في السودان: التحديات والفرص." 2022.
[2] International Energy Agency. "Sudan Energy Profile." IEA, 2023.
[3] وزارة الطاقة والنفط السودانية، تقرير الأداء السنوي، 2021.
[4] برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، تقرير التنمية البشرية في السودان، 2022.
[5] African Development Bank. "Sudan: Energy
Sector Diagnostic Report." AfDB, 2021.
[6] Renewable Energy for Africa. "Solar Potential in Sudan," REA Report, 2020.